صمت الحصار .. محرقـة !!
ظننت حسناً فى النظام المصرى عندما استدعى وزيرة الكيان الاسرائيلى المحتل إلى القاهرة يوم الخميس الماضى ومن قبلها محمود أبو عباس؛ بل قلت أن ما يفعله النظام المصرى يصب فى مصلحة فلسطين المحتلة وفى القلب منها حماس ، وزاد حسن ظنى بدعوة مصر الفصائل المقاومة الحضورللحوار واستماع وجهة النظر كل على حدة .
ولم أشك للحظة واحدة بل لم أود أن أسئ الظن حتى رأينا جميعاً ما حدث يوم السبت من هجوم منظم وغارات متوالية على غزة الأبية وما خلفته من دمار وهذا العدد الضخم فى الشهداء والجرحى .
وتتوالى التصريحات من هنا وهناك تؤكد أن ما أسفرت عنه اجتماعات ليفنى بالرئيس المصرى إنما فحواها منع الكيان المغتصب من أى هجوم وأن مصر تمسك بزمام الأمور .. إلى آخر الترهات .. التى رأينا دماءها على أرض الشهداء !!
أمام الصمت المصرى المؤلم والمميت، وبفرض حسن الظن المفترض فى بداية حديثى .. يجب على النظام المصرى (رئيساً وحكومة) أن يدافع عن نفسه من ناحيتين ،
الأولى / ما قوله ورد فعله السياسى والعسكرى الذى يتناسب مع ثقله ووزنه فى المنطقة تجاه العدوان الاسرائيلى فيما اتفق عليه يوم الخميس الماضى وما سبّبه له من حرج سياسى و شعبى وعربى وعالمى تصل إلى حد الاهانة الشخصية للداعى للقاء يوم الخميس المفضوح .
الثانية / مالدور المنتظر من النظام المصرى لاستعادة كرامته وردّ الاهانة البالغة التى طالته من الكيان الصهيونى وماذا سيقدم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطينى رداً على ما حدث ؟، أم سيكتفى بارسال بعض سيارات الاسعاف والمعونات الغذائية والطبية الضعيفة ويقف موقف الثكلى المكلومة التى لاحول ولاقوة لها .. هل سيستمر الحصار بعد اليوم !! ، أم تفتح الحدود على مصراعيها ولاحاجة لنا بعد اليوم للأنفاق !!.
أما اذا تحدثنا تجاه ما ينبغى فعله حال صدق التصريحات التى سمعناها كتأكيدات المسئولين المصريين بعدم الهجوم الاسرائيلى ، وأن حوار الخميس هدفه الترتيب لدمار غزة ومن فيها بمثل ما شاهدناه فى محرقة السبت ، وأن دور مصر فى المنطقة يختزل فى حصار غزة ، والوقوف مع اسرائيل ضد حماس ، ولو على حساب المصلحة الفلسطينية والعربية ، فهذا كثير ويجب أن نتوقف عنده كثيراً ..
إن ما يحدث على المستوى المصرى خيانة بكل المقاييس للقضية العربية الأولى فى جميع أجندات الشعوب والأنظمة .
إن ما يحدث هو مخالفة وتعدى صارخ لكل القوانين والاتفاقات الدولية بعامة والعربية منها بخاصة .
إن ما يحدث هو خرق للدستور المصرى فى كل بنوده بالتخلى عن واجباته وأبسط حقوقه.
إن ما يحدث هو خسة ودناءة لانعرفها فى قاموس القيم والأعراف العربية .
إن ما يحدث هو فقدان لشرعية النظام توجب اعفاءه من تولى منصبه .
يجب على وطننا مصر- شعباً - أن يجبر النظام على احترام أحكام القضاء ضد تصدير الغاز والغاء الاحتفال بمولد أبو حصيرة المزعوم ، وتنفيذ الحكم الصادر بإلغاء الحصار على غزة وفتح المعابر ،وطرد السفير الصهيونى ، بل ودحر الاحتلال .
ماذا تنتظرون يا عرب .. بل أجيبونا عما فى جعبتكم ؟ ماذا تريدون للقضية الفلسطينية ؟ ماذا أنتم فاعلون ؟
أين جيوشكم ونفطكم وأموالكم يا عرب .. أين إراداتكم السياسة .. أين أصواتكم فى المحافل الدولية ؟ بل أين كرامتكم وعزتكم ؟
على أيديكم أهدر الدم العربى .. بل وأصبح الدم الفلسطينى لأول مرة فى التاريخ الحديث بعد إعلان الميثاق العالمى لحقوق الانسان يقود سباق الانتخابات القذرة الصهيونية لأنجس جنس بشرى على أقدس وأطهر بقعة فى الأرض .
يا أموات العرب من الأحياء متى تفيقون أو ترحلون ؟!!
ولا أملك إلا التذكرة بقوله تعالى " إن الله يدافع عن الذين آمنوا ، إن الله لايحب كل خوان كفور "
مهندس / أسـامه سـليمـان
Us_soliman@yahoo.com